قضية اسمها اليمن

سعيد: لن أقبل الحكم الباطل ولو سجنت مؤبد

المستقلة خاص ليمنات

يقبع المواطن سعيد صالح أحمد قطينة من أبناء محافظة عتمة، خلف قضبان السجن في أمانة العاصمة، ليس لشيء سوى أنه منح أخيه الأكبر ثقته المطلقة حسب قوله وكما يقول سعيد فإنه قد أعطاه أمواله ليحفظها كونه في أرض الغربة، وكتب له مع بقية اخوانه وصية ليقوم على ما خلفه أباهم كونه الأخ الأكبر، ليكتشف سعيد أن ثقته العمياء بأخيه لم تكن في محلها وأنه سوف يدفع ثمناً باهظاً ومكلفاً لهذه الثقة..

يقول سعيد قطينة موضحاً طريقة وأسباب دخوله السجن: أنا مغترب في المملكة العربية السعودية، والحمد لله أستطيع أن أجني مدخولاً لا بأس به من أعمالي في الغربة، وكنت أقوم بشراء أراضي وبيوت في القرية وفي صنعاء من أموالي التي أحصل عليها في الغربة، وليس لدي أي مشكلة مع أحد..

لكن كيف تغير سعيد من حالته الطبيعية بعيداً عن المشاكل ليصبح قابعاً خلف قضبان السجن.. يجيب على هذا التساؤل قائلاً: “أنا معي أخوة، وبعد أن توفى والدنا قمنا بقسمة كل ما تركه لنا من ورثة وأملاك بالتساوي فيما بيننا، وبسبب ظروف انشغالنا، جعلنا أخونا الكبير وصياً على هذه التركة ليقوم بالحفاظ عليها ورعايتها لنا، لكن الذي لم نكن نتوقعه أن هذا الأخ استغل تفويضنا له بالقيام على التركة لتحقيق مصالحه الشخصية، كما أنه استغل وجود أوراقي معه وهي المتعلقة بممتلكاتي التي اكتسبتها اثناء غربتي بالإضافة إلى  وجود جميع الأوراق بحوزته، باعتباره وصياً ووكيلاً على أموالنا، وقام أثناء غيابنا بالتصرف بهذه الأوراق دون علمي.. كما أنني في إحدى المرات رغبت بشراء بيت، وفعلاً قمنا بشراء البيت معاً أنا وأخي الكبير، ولأنني كنت مغترباً في خارج الوطن، فقد تكفل هو باتمام الإجراءات الخاصة بشراء البيت، وتحرير الاوراق الخاصة بالشراء، والتملك، واتفقنا على أن يكون هذا البيت باسمنا الأثنين، لكنه لم يعمل بهذا الاتفاق وقام بكتابة البيت باسمه وحده، وعندما أرسل البصيرة إلى عندي في السعودية، وقرأتها رأيت أنها مسجلة باسمه فقط، فاستغربت من ذلك وتواصلت معه، وقلت له: “لماذا تعمل هكذا يا أخي” لكنه رد عليّ بكل احترام وأخلاق قائلاً يا أخي والله من أخوتك، ولكن عند تسجيل البصيرة قال القاضي بأنه يريد وكالة منك شخصياً من أجل أن نسجلك شريكاً في الشراء، ولكي نختصر الإجراءات ونستغل الوقت، قمت بتسجيلها باسمي وحدي”.. عندما سمعت هذا الكلام من أخي الكبير صدقته ووثقت به، فهو قبل كل شيء أخي، فهل من المعقول أن أخي سوف يخونني.

يواصل سعيد حديثه حول هذه القضية موضحاً: بعد فترة من الزمن ظهرت النوايا لأخي الكبير، فقد بدأ يسيطر على كل شيء اكتسبته أنا بعرق الجبين طيلة سنوات الغربة والكد والتعب، فاضطريت عندما تأكدت من نواياه أن أخرج من الغربة وأعود إلى هنا لمعرفة مصير حقوقي وأموالي وممتلكاتي التي أصبحت تحت سيطرته بدون وجه حق، وعندما عدت قمنا بتنصيب أحد المحكمين بيننا ليحكم بما يرى أنه الحق، حيث دافع كل واحد مننا عن نفسه، واحضر شهوده حول ما نحن مختلفين عليه، وكان من جملة شهودي الذين شهدوا لصالحي أخوتي الآخرين، والذين شهدوا أن أخونا الأكبر لا يمتلك أي شيء مما أدعى أنه ملكه، وأن هذه الاموال والممتلكات كلها لي أنا، وأوضحوا أنني كنت أدعمهم وأعطيهم المساعدات وأنا في الغربة، غير أن الشخص المحكم ولأسباب لا أعلمها لم يعر هذه الشهادات أي اعتبار، وقام بإصدار حكم يقضي بأن هذه الأموال ثلثين بثلث ولا أدري على أي أساس فعل ذلك.. فلم أرض أنا بهذا الحكم غير العادل، فقمت بالذهاب إلى المحكمة وطعنت بهذا الحكم الظالم، أما أخي الأكبر فقد استغل هذا الحكم لصالحه، وطالبني بمبلغ ستة ملايين ريال من قيمة أرض بعتها زمان، والمشكلة أنني بعتها بثمانية ملايين ريال، فكيف يكون نصيبه ستة ملايين ريال كما يقول المحكم، ولا أدري على أي أساس تم تقدير هذا المبلغ.

أما في المحكمة فلا أدري لماذا كان القاضي يرفض سماعي، حيث أنه بمجرد وصولي كان يقول بس أنت أدخل السجن، وما أريد أن أقوله الآن أنني لن أنفذ هذا الحكم الباطل حتى لو جلست في السجن مؤبد، علماً بأنه قد تم سجني قبل الثورة لمدة خمسة أشهر حتى أصبت بحالة نفسية، وهذه هي العلاجات والتقارير الطبية أمامك من مستشفى الأمل للأمراض النفسية.

ويختم حديثه بالقول: في الأخير وأمام هذا الظلم لا أقول سوى: حسبي الله ونعم الوكيل.

زر الذهاب إلى الأعلى